قصيدة - أنا لست سعيدا
أنا لست ُ سعيدا ً
كلي آهات ٌ و جراح
وسمائي لا تعصف إلا
برياح الأتراح
أعتصر القلب النازف
في الفينة ِ آلاف النزفات
فيسيل شعوبا ً لا تعرف
معنى الأفراح
شرشر في زمني واقطعه
فسنين حياتي رغم النبض
أشلاء .. أشلاء ..
و عليها اجتمعت غربان تنعق
وكلاب ٌ ,, و نباح ,,
أنا لست ُ سعيدا ً
يا جسدي كفاك َ نواح
أتبكي حبّا ً خدّره صمت ٌ
و حلما ً بنجاح
حب ّ غط ّ بنوم ٍ كي يبني استمرارا ً
عشرات ِ المرّات
لا يوجد حب ّ دوما ً من غير كفاح
حاجز صمتك َ بالله اكسره
و ليسمع عنك القلب ُ الأنباء
أو حضّر كفنك َ وارقد في قبر البعد ِ
إما موت ٌ ينسيك َ
أو عيش مع بعض نجاح
أنا لست ُ سعيدا ً
أدخلني جولات ٍ أرتاح
لا تتركني في البعد وحيدا ً
وتبتلع المفتاح
علّق يا زمن َ الغدر ِ
على جدر الصمت ِ اللوحات
لوحة بعد رسمتها أيدي
المحبوبة والملّاح
في جو ّ الغربة علّقها
واجعل طيفي طيرا ً في الأجواء
ليرى من باع الحب ليبقى غضا ّ
كما يفعل بالزرع الفلّاح
أنا لست ُ سعيدا ً
والغفوة عندي من فرط الأقداح
والوقت عندي أضحى صحو وصباح
ما أقر عيني نوم ، وليلي مناجاة وسهرات
أعصابي بها هوس وبها رعشات تجتاح
والخطوة عندي درب أسلكه
أنا لست سوى بقايا
تنكرني من بين الأحياء
وحياتي ضاهت ما نعرفه
عن عيش الأشباح
أنا لست ُ سعيدا ً
والكرّة ترجع بيد السفاح
وفي قانون السفاحين
تكرار القتل مباح
جريمة قتل كالأولى وان اختلفت
أعداد الطعنات
حماقة أوهام ٍ من دون إيضاح
و انسياب العواطف ِ بسذاجة تلازمني
تجتاج حدود الفهم ,, حدود المنطق المستاء
تلبس عنقي كرها طوقا ً ووشاح
أنا لست ُ سعيدا ً
رائحة الوقت المسروق تداخلني
عصفا ً كرياح
جمَلا ً بضباب ٍ ودخان ٍ ما سكنت يوما ً ترتاح
تركتني في الدرب وحيدا ً
مبعثرا ً ,, تائه النظرات
انثر في الجو لغتي
غوثا ً بصداح
لا آذان َ عندي تسمعه
لا منقذ لي يخرجني
من حرب شعواء
أين العنقاء تحررني فوق جناح
أنا لست ُ سعيدا ً
يكتبني الحب ويجعلني
حبرا ً ينزاح
في تيه حواسي ، لا نور يرشدني
أو مصباح
سلّمت الأمر لعقلي
بعد الآن لا حب يقتات
سأعيش وحيدا ً يا قلبي
حتى أرتاح
علّمني الحب ألا أصدقه
كذبة كبرى أشعناها ولبسناها بكل غباء
خلت ُ نفسي في الهوى ملكا ً
وفجأة الملك راح ..