top of page

الكتب المنشورة للكاتب

 

ص.ب : عيناك

ردمك 9786140116122

إذا كانت شهرزاد حكت حكاياها لشهريار في ألف ليلةٍ وليلة، فإن آدم قزّاز، يحكي حكايته في 365 رسالة، وبين أول رسالة وآخر رسالة ثمة تجربة حبّ حافلة بكل أنواع المشاعر تحيل إلى ما يمكن القول أن أجمل الحبّ، ما كان فيه المحبوب غائباً، وغيابه هذا ما هو إلا ذلك الصمت العميق الذي يطوي له العاشق في أعماقه ألف حكاية ومعنى.
ولأن للحبّ نواميسه الخاصة؛ فإن قصة حبّ كاتب الرسائل جاءت بمحض الصدفة و"ابتدأتْ وحروفها أنتِ، ارتأيتُ أن أنشئ بريداً أرسلُ فيه كل يومٍ لعينيكِ رسالةً، سأواصل الإرسالَ حتى أفنى أنا، أو يفنى الكلام، أو تحنّين على بريدي وتستقبليه".

هكذا تبدأ الحكاية بنظرة في العيون وكما يقول المثل الفرنسي "أول رسالة حب تكتبها العيون" يستمر العاشق يبعث برسائله إلى عيون معشوقته وقد تداعت إلى ذاكرته أول نظرة إليها، وتهادت إلى ذاكرته صورها المنبعثة من الذاكرة، لتحضر في النص وتبعث من جديد في كل رسالة.

ولأن لا نوعاً أدبياً واضحاً، ولا تصنيفاً محدداً لهذا النوع من الحكايات، فإن الخطاب المستخدم في «ص. ب: عيناكِ» هو تقنية الرسالة، حيث الحكاية هنا صيغت على شكل رسائل، تقوم على جدلية المتكلم/ المخاطب، فالمتكلم هو الكاتب الراوي الحاضر في شكل مباشر في النص، والمخاطب هو الطرف الآخر/ الغائب في الحكاية، والحاضر في شكل غير مباشر من خلال الراوي الذي هو الطرف الأول في الحكاية، فتبدو الكتابة في ظاهر الأمر رسائل موجهة إلى حبيبٍ طال انتظاره، ومن خلالها نقف على حكاية المرسِل ومعاناته من جهة، وموقف المرسَل إليه من جهة أخرى؛ ولعل ذلك هو ما جعل من «ص. ب: عيناكِ» نصاً إبداعياً مختلفاً، فهي متعة اللغة، ومتعة القول، وجمال الحكاية.

من أجواء الكتاب نقرأ:

"عندما يلفظُ الحبّ أنفاسهُ الأخيرة قبل أن يُعلن موته، نحسّ بنشوةِ الانتفاضةِ الأخيرة، في مرحلةٍ انتقاليةٍ تفصلُ ما بينَ حياةٍ وبعثٍ جديد، فموتُ الحبّ فيهِ ميلادٌ عفوي لحريةٍ كانتْ مقيّدة تحتَ دستورِ الحب ولكن بحياةٍ جسديةٍ بحتة منزوعُ منها الروح، وهذه النشوةُ تتمثلُ بملامسةِ الجسد للروحِ عند دقائقِ الفراق، في مداعبةٍ مقهورةٍ لحواسنا، فنقفُ على أعرافِ ما بينَ وبينَ، بينَ دمعةٍ على فراقِ الحياةِ وابتسامةٍ على ميلادِ التحرر.

الموتُ فاصلٌ زمني بينَ وجودٍ وتأخيرِ وجود، بهِ نحيا ونولدُ من جديد، هاجسٌ يثيرُ حواسنا خوفاً بينَ لحظةٍ وأخرى، متفاوتاً في درجات إثارته.

وها أنا أسقطُ بين أحضانهِ، يزدحمُ داخلي طابورُ الأمنياتِ فيُسارعُ التدافعُ من سقوطي، وعندما أموت لا تعجبي بهِ موتي، بل أقيمي له بيتَ عزاءٍ كعزيزِ حبّ ماتَ من أجله".

 

 

bottom of page